أضحت حياة الإنسان والحيوان والنبات مهددة بالخطر نتيجة التلوث . هذا ما يقوله علماء البيئة، وتدل عليه ظواهر البيئة، وتدني الصحة العامة .
والبيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من مظاهر الحياة، مثل الماء، والهواء، والنبات في البر والجو والبحر. وتأخذ البيئة أبعادا اجتماعية أخرى فتشمل العناصر غير المادية للحياة، وهي العادات والتقاليد والقيم التي تحكم تصرفات الإنسان نحو البيئة . فالمصانع – مثلا – لها مخلفات ؛ فإذا أحسن التصرف بها، وأتلفت بطرق سليمة لا تضر بالحياة المحيطة بالمصنع فهذا ما نسميه حماية البيئة الصناعية. وهناك وسائل علمية لكيفية التعامل مع مخلفات الصناعة لمنع تلوث البيئة ؛ وهناك أنظمة وقوانين تحمي المواطنين من آثارها السيئة، واتفاقيات دولية تحمي الدول من المخلفات النووية وغيرها من الأخطار.
وإذا غفل صاحب المصنع، وغفلت الجهات التنفيذية لأنظمة حماية البيئة في غيبة من الضمير الحي تركت المخلفات حتى تلوث البيئة لأسباب اقتصادية ، مثل ارتفاع تكلفة إتلاف مخلفات الصناعة والتخلص منها، خاصة إذا تراكمت مخلفات البيئة، وتعاظم شأنها السبب الإهمال في تنفيذ الأنظمة الوطنية والاتفاقيات الدولية . ولهذا نجد أن آثار هذا المصنع واضحة على المياه المحيطة ، والهواء، وصحة الإنسان تتدهور، سواء من العاملين في المصنع أو المتعاملين معه، والسكان المحيطين به.
ومثل ذلك الزراعة ؛ فإذا لم نحسن استخدام المواد الكيماوية في السماد والرش ، فإن ذلك يؤثر على التربة وإنتاجها ومستهلكي المواد المنتجة من خضروات وفواكه وغيرها.
وكذلك المياه الناتجة من الصرف الصحي، فإذا لم تعامل معاملة صحية بدرجاتها الثلاث المختلفة نجد أنها تكون غير صالحة للاستخدام الآدمي ، والحيواني، والزراعي إذا لم يتم تنقيتها من المخلفات. وأيضا فإن الهواء يتأثر بعوادم السيارات والعربات، والغازات المستخدمة في الصناعة، فيتأثر الأكسجين المغذي للحياة، وتزيد الكميات الضارة في الهواء، مما يؤدي إلى قتل الإنسان ، والحيوان، والنبات من جراء ذلك.
وهكذا نجد أن البيئة لها جوانب إيجابية وسلبية . فإذا حافظنا على البيئة وتعاملنا معها بالحسنى واللطف ، وبأخلاق إنسانية نجد أن الإنسان يستفيد منها ويتجنب أضرارها فالإنسان هو الذي يحميها أو يدمرها من تصرفاته . ومن حسن حظ المسلمين أن التعاليم الإسلامية تهدف إلى حماية البيئة، وتحث على عدم الإسراف والاستخدام الأفضل والاقتصادي للمياه والغذاء، ويحث الإسلام على إماطة الأذى عن الطريق ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويمنع الإضرار بالبيئة بالحث على حماية الشجر وغرسه وسقايته ، وعدم تلويث الماء والهواء، والمحافظة على النبات والحيوان وألا يستخدم الإنسان هذه النعم إلا بقدر الحاجة. وإذا أردنا أن نعيش عيشة مستقبلية سعيدة وصحية وممتعة ، فيجب علينا أن نتعاون جميعا لتطبيق أنظمة البيئة، سواء كنا مواطنين أو مسؤولين، وأن نخاف الله في الاستفادة من بيئتنا والمحافظة عليها، وعدم تلويثها لنتجنب أخطارها.
header.all-comments